مَلْحَمْة !

Thursday, October 14, 2010


شَعرت بأن جَسَدَها و كل الأجساد سواء

وكأنها تتكون من طبقاتٍ قابلة لأن تتفَتُت و تتطاير أجزاؤها ..

حتى وإن بَدا بعضٌها غير ذلك , حتى وإن طغت قوة شخصيتها المُتَصَنَعة على داخلها الهش

فكأنها الجِبال العِظام تبدو لك وكأنها لن تتحرك أبداً ولن يُنْتَقَص منها شئ وهى شامخة هكذا فى قوة مُخيفة ..

ولكنك لا ترى إلا الزيف ,

ففى عوالم أخرى غير مَرئية لشخصك , تفقد الجِبال فُتاتَها طوال الوقت ويذهب مع الهواء ولا يعود إليها أبداً ..

و مع الأيام يٌنْتَقص من خارجها و يهتز داخلها , هزات ضعيفة أحياناً و أُخَر تُزَلزِل قوتها قلب الجبل و تٌهَشمه !

ولأنَه لا يقبل إلا بِكَونِهِ جَبلاً .. يتمالك أجزاءَه فى ألمٍ بليغ لتبقى أنتَ مُشاهداً للزيف و مُصَدقُه ,

ففى عوالم أخرى غير مسموعة لشخصِكَ , تَئِنُ الجِبال أنيناً قاتلاً ..

فالعِظامُ فى الأنينِ .. أكابرُ !!

وهكذا جسَدَها .. يَقتاتٌ منهُ الزمن الى يلهثُ فيهِ ووراءِه ,

و تقتاتُ منهُ الأماكن التى يَحُطُ فيها ,

و تقتاتُ منهُ الأعين التى تراها دائماً .. لأنها دائماً مُلتحِمة مع الأجساد فى تيارٍ لا تُدركُ من جرفها فيه !!

وتأبى أن تخرج منه بإرادِتها لأنها لم تتعلم معنى الإستسلام أو الانسحاب من مُنتَصَف الطريق ..

وكأنها وُلدت هكذا فى مُنتصف طرقٍ كثيرة وفرضٌ عليها أن تُكْملها للنهاية , وما من نهاية !!

فتلكَ الطرق اللعينة تَتَخَلق هكذا من مُنتَصَفِها و تمتد لتشتبك فى طُرُقَها , وتَتَخَلق و تشتبك إلى أن يَفنىَ جسدها عن آخِرِهِ أو أن تُنتَشَل من تلك اللانهاية ..

تُتنتَشل هكذا , بيدِ عَمْرو لا بِيَدِها !!

0 comments:

Post a Comment