بدون عُنوان

Monday, August 16, 2010


اسمى عبد الرحمن داخل رابعة ابتدائى

و بشتغل فى الكابينة عشان أعرف آخد المجموعة .. أصلى عايز اطلع دكتور...

باباك موجود ؟

موجود وبيشتغل بس مش بشوفه لأنه بيرجع كل يوم وش الفجر

تمالكت دموعى بصعوبة واحتضنته , وطبعت قُبلة حرصت أن تكون دافئة على رأسه ..

ملمس شعره طبيعى جداً , لم يغسله يوماً بالشامبو أو يضع عليه الجيل

نظرة عينيه قاتلة ..

بريئة ومنكسرة لدرجة تجعلك تود لو انتشلته من مكانه ..

وضممته بين ذراعيك بقوة

و جريت به بعيداً إلى مٌسَطَح أخضر جميل , كبير

يقع فى وسطه بيت خشبى بسيط .. و لا مانع من وجود جدول مائى صغير

ومدرسة يُعامل فيها بآدمية , و تُحترم فيها انسانيته

و يُشَجَع ليصبح دكتور قد الدنيا

مدرسة تُؤهلة ليدرس ما يحب

تُؤِهلُه لدخول كلية الطب التى تقع مبانيها على أطراف المرج الأخضر

تُؤِهله ليصبح طبيباً كما يتمنى .. أو كما يزعُم

ربما هو ليس فى المدسة , و ربما والده فى السجن أو حتى لا يعلم أين هو

ربما يعمل طوال الوقت و طوال العام حتى بدون وجود المجموعة

ربما يضربه مِعَلًََمُه ويسبه بأقذع الألفاظ

ربما عبدالرحمن صادق .. و ربما هو غير ذلك

ربما تَعَوَد أن يقول كلام حُلو للناس الحلوين - و خلاص - ..

ربما إذا أنشئت له المرج الأخضر الواسع يرفض أن يأتى معى

لأنه ربما لا يدرى أن من حقه أن يُنتَزع من تلك البيئة اللاإنسانية

و ربما مئات الإحتمالات الأخرى

عبدالرحمن .. هو طفل وجهه ملطخ بالشحم وأظافرة قضى عليها إلى اللحم بأسنانه

عبدالرحمن .. طفل قابلته على كورنيش الدويقة

عبدالرحمن .. إنسان لم أستطع أن أُقَدِم له أكثر من قٌبلة على رأسة وصورة وقفت فيها بجانبة وأنا أطوقه بذراعى ً بحنو كبير

1 comments:

ابراهيم العجمى said...

شـروق انتى بجد أنسانه بكل ما تعنيه الكلمه
أحساس و شعور بالمسؤليه جميل وكبير
و طيبه قلب
أنا كمان اتحطيت فى موقف زى دة قبل كدة

Post a Comment